الاثنين، 18 يناير 2010

البدايه ..............وبداية صناعة الديكتاتور


فى البدايه لا انكر اعجابى الشديد وتفاعلى فى طفولتى مع فيلم البدايه للمخرج العبقرى او زعيم عباقرة الاخراج صلاح ابو سيف. ولكن اعجابى به كان مجرد اندماج مع فيلم رايته وقتها كفيلم مضحك فانتازى لا ااكثر ولا اقل بدون الاهتمام باسم المخرج او المؤلف او غيرهما

لكن مع التقدم فى العمر واكتساب الخبرات وبعيدا عن الانبهار الطفولى فهذا الفيلم لا يتوقف عن ابهارى يوما بعد يوم ومع كل مره اشاهده فيه

فهذا الفيلم على الرغم من بساطته فهو يحمل عمق غير عادى فى داخله

ورغم ان الفكره ربما تصل الى بعض الناس كانها فكره بسيطه يعنى مجموعه من الافراد من الجنسين تقع بهم الطائره على جزيره غريبه ومحاولتهم مواصلة الحياه عليها بغض النظر عن كونها صالحه للعيش عليها ام لا . فالفيلم يحمل بداخله ماهو اهم من ذلك بكثير . وهذه الاهميه تزداد بالذات مع كل الاحداث التى يعيشها العالم العربى بوجه عام ومصر بوجه خاص.

فالديكتاتور ليست صناعه فرديه بل هى صناعه شعبيه جماهيريه

معادلة تخليق الديكتاتور ليس معادله فرديه فالمعادله لابد ان يكون لها طرفين وكاذب ومخدوع من يقول عكس ذلك

فالديكتاتور لا يصنع نفسه بنفسه ولا ينصب نفسه ديكتاتور على الناس بالغصب والقوه . بل الناس هى من تختاره وتكبره وتعظمه وتعطيه حقوق اكثر مما تعطيها لنفسها . بل وترضخ له بمنتهى البساطه والسهوله والانصياع تحت مسمى( ان الى ملوش كبير بيشترى له كبير ) او على حد قولى انا ( الى ملوش ديكتاتور ينفخله ديكتاتور)

وعلى الطريقه الديكتاتوريه يقوم باقناع الناس ان كل ما يحدث هو فى مصلحتهم اولا ومصلحة الوطن ثانيا وان كل ما هو حقهم من خيرات وثروات فى ايدى امينه تستثمرها وتعيدها اليهم فى شكل ارباح .

والحقيقه ان كل ما هو حقهم ينقلب بقدرة الديكتاتور الى مال خاص . واعطائهم منه بالقطاره تدريجيا حتى يشعر الناس انه ليس فعلا من حقهم وان الديكتاتور يتفضل عليهم منه ويجب على كل فرد منهم ان ينحنى له شكرا وتبجيلا لانه لم يتركهم يجوعوا ويتشردوا . فمدام الناس تجد قوت يومها فالى الجحيم اى شئ اخر .

وتتضح هذه الفكره العبقريه اكثر مع كلمات الشاعر المهموم بمشاكل الناس العبقرى سيد حجاب والملحن الرائع عمار الشريعى وصوت عبقرى التمثيل احمد زكى

هيلا هيلا وهيلا هيلا مع بعضينا تهون الشيله

هيلا هيلا وهيلا ليصه سكتنا طويله وعويصه

هيلا هيلا وهيلا هوبا ابنوا بكره هتاخدوا البمبه

بتقيموا البنيان بعرقكم وبتشقوا فى الشمس الحاميه وبتبنوا بيت الى سرقكم وحكمكم بالصدفه العاميه

طول عمرنا كده غيرنا لغيرنا نبنى لناس تحصدنا وتجنى الظلمه تكسر مناخيرنا ونعيش عمرنا ضهرنا محنى

هيلا هيلا وفى عز شقانا بايدينا بنينا وعلينا والاجره تمره عجفانه وكمان مستكترها علينا

فكره واقعيه دائمه ولن تنتهى عبر عنها المخرج والمؤلف (وهما فى الحقيقه واحد) بدون فزلكة ولا حشو ولا تشدق بالوطنيه وحب مصر على غرار خالد يوسف وغيره من مخرجى هذه الايام . الذين لا تتحمل مشاهدة افلامهم لاول مره ولا تجد فيها جديد . فى حين ان فيلم البدايه وغيره من افلام اخرى لمخرجين عباقره انتهى زمانهم كلما شاهدت افلامهم مره بعد مره تجد فيها الجديد والجديد

هناك 3 تعليقات:

dr.lecter يقول...

بيقولك يافرعون ايش فرعنك؟

هو ده سلو بلدنا
عبد الناصر كان ديكتاتور مين عمله؟. احنا للاسف

حسني مبارك ديكتاتور مين عمله احنا؟

اي طاغيه بيكون بدايته من الناس اللي بتصقف له وتخاف منه وترضي بالفتات اللي بيرميها له

الفيلم بحبه جدا رغم انها كانت من المرات القليله لصلاح ابو سيف يعمل فيلم فانتزايا

جميل راتب كان عاجبني اووي كان بينافس احمد زكي في الفيلم

The Seagull يقول...

آآه طبعًا فاكرة الفيلم ده جدًا وكنت بحب أووووووي أتفرج عليه :D

بس أياميها بقى كنت صغيرة وماكنتش فاهمة حاجة فيه وكان بالنسبة لي مجرد فيلم إثارة .. جزيرة مهجورة وحياة بدائية .. ودور سعاد نصر الكوميدي فيه :D

والله فكرتيني بالأفلام دي .. أصلي بقالي زمان مابتفرجش على أفلام عربي بصراحة :D


حبيت أجي وأسلم عيكي وأقولك حمدًا على السلامة :))

الشارده يقول...

نورتوا يا جماعه ووحشتونى
دايما انتم الى بتستفحونى

ليكتر
انا مش عارفه اشوف الفيلم ده كفيلم فانتازى حتى صلا ابو سيف نفسه فى نهاية الفيلم كتب انه كان بيتمنى انه يعمل فيم فانتازى خيالى بس الطبع يغلب التطبع وفى الاخر الفيلم قلب واقعى

توامتى
الله يسلمك
انا زيك على فكره يعنى انا مش غاويه سينما عربى خالص واى فيلم عربى يقدر يحوز اعجابى لازم يتسجل فى موسوعة جينيس